الوسيلةُ الحاديةُ عشرة :
أيضاً محاولةُ توفيرِ مكانٍ خاصٍّ في المنزلِ لِلَعبِ الأولادِ وألعابِهم،والحرصُ على شراءِ الألعابِ التي تنمِّي قُدُراتِ ومواهبَ الصِّغارِ بدلاً من إضاعةِ المالِ بأشياءَ لا معنى لها سرعانَ ما تتلفُ ، وذلك كما أسلفتُ كالحاسبِ الآليِّ أو كألعابِ الفكِّ والتَّركيبِ ، وهذه كلُّها تكونُ معينةً للصَّغيرِ في نموِّ عقلِه .
واحرص عندَ شراءِ أفلام للحاسبِ الآليِّ (الكمبيوتر)،لأنَّه بدأَت تغزو الأسواقَ أفلامٌ للحاسبِ الآليِّ مليئةٌ بالفسادِ الأخلاقيِّ والعقديِّ ، بل رُبَّما تبادَلَ بعضُ الصِّغارِ هذه الأفلامَ خفيةً بينهم ، فهل يتنبَّهُ الوالدان لذلك !
الوسيلةُ الثَّانيةُ عشرة :
ثُمَّ أيضاً في التَّوجيهاتِ في اللَّعبِ ، الابتعادُ قدرَ المُستطاعِ عن الألعابِ المجسَّمَةِ والصُّوَرِ ومحاولةُ تعريفِ الصَّغيرِ أنَّ هذا النَّوعَ من الألعابِ يغضبُ الله عز وجل ، وأذكِّرُ هنا بالحديثِ المتَّفَقِ عليه الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم " إنَّ البيتَ الذي فيه صورةٌ لا تدخلُه الملائكةُ " .
وسيأتي مزيدٌ من التَّفصيلِ إن شاءَ الله حول هذا الحديثِ .
أيضاً إعطاءُ الصَّغيرِ حقَّ اختيارِ اللُّعبَةِ مع التَّوجيهِ والإرشادِ للأنفَعِ ، فإنَّ لمثلِ هذا العطاءِ أثرا كبيرا في نفسيَّةِ الصَّغيرِ .
الوسيلةُ الثَّالثةُ عشرة :
اصطحابُهم في بعضِ الأحيانِ في نزهةٍ خارجَ المدينةِ لممارسةِ بعضِ الألعابِ ، وقد ينشغلُ بعضُ الآباءِ بالجلسَاتِ والدوريَّاتِ عن أولادِهم والجلوسِ معهم .
وأقولُ : ما دمتَ تريدُ أن تُخرِجَ مثلَ هذه الوسائلِ عن البيتِ لا بُدَّ أن تحرصَ على أن تجالسَ الأولادَ وأن تقضي بعضَ أوقاتِ الفراغِ معهم .
وهذا كان أيضاً من عهدِ السَّلَفِ ، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم من حديثِ فاطمةَ رضي الله تعالى عنها " أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً فقال : أين ابناي ؟- يقصدُ الحسنَ والحسين - فقالت : ذهب بهما عليُّ ، فتوجَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فوجدَهما يلعبان في مشربَةٍ [8] وبين أيديهما فضلٌ من تمرٍ فقال " يا عليُّ ألا تقلبُ ابنيَّ قبلَ الحرِّ ؟ "[9].
و الشَّاهدُ أنَّ عليَّاً رضي الله عنه أخرجَ الحسنَ والحسينَ للنُّزهَة .